يواصل المؤتمر الـ 10 لحزب الاتحاد الديمقراطي أعماله في مدينة الحسكة، تحت شعار، "معاً من أجل تحقيق الحرية الجسدية للقائد آبو، ترسيخ الإدارية الذاتية وبناء سوريا الديمقراطية"، بمشاركة 700 مندوب ومندوبة، في مدينة الحسكة.
وبعد الوقوف دقيقة صمت، رحّب الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي صالح مسلم بالحضور، وهنأ شعب المنطقة والقائد عبد الله أوجلان بانعقاد المؤتمر العاشر، وقال: "لقد دخلنا هذه المسيرة منذ عام 2003 وإلى الآن لا زلنا مستمرين وواجهنا الكثير، وعانينا الكثير، وعلى مدار هذه السنوات استطعنا أن نكون طليعيين لشعب المنطقة ولا زلنا، ومصممون على إكمال مسيرتنا والالتزام بدماء شهدائنا من أجل شعبنا".
وبيّن صالح مسلم: "لقد درسنا تاريخ الشعوب واستنتجنا منها الدروس اللازمة، ووجدنا أن أعداء الشعوب يستفيدون من التفرقة ويستخدمون الشعوب كأداة. لذلك طرح قائدنا فلسفة الأمة الديمقراطية التي من إحدى ركائزها أخوة الشعوب، اليوم هنا فكر نيّر يمكن أن يكون منارة لشعب المنطقة، ونحن ملتزمون بهذه الفلسفة، كونها السفينة الوحيدة لخلاص الشعوب من الظلم والاضطهاد".
وأوضح مسلم: "خلال الأزمة في سوريا، كان هدفنا تغيير واقع الشعب على جميع الصعد، ليكون قادراً على إدارة نفسه بنفسه، وهذا ما سعينا إليه، وبعد 13 عاماً من الصراع، تبيّن أن نهجنا هو النهج السليم، واستطاع حزب الاتحاد أن يكون طليعياً لشعب المنطقة".
وأكد صالح مسلم أن ما حدث في سوريا وصل ليكون بؤرة للحرب العالمية الثالثة، وقال: "شعبنا اكتسب الخبرة والتجربة، ولدينا النبراس الذي يضيء طريقنا، ولهذا عاهدنا شهداءنا وقائدنا بأن جميع الإنجازات التي تحققت هي للشعب، لذلك وبقدر ما كان الشعب واعياً فإن النصر سيكون حليفه، وسنكون صادقين لشهدائنا وقائدنا".
وسلط صالح مسلم الضوء على سبل حل الأزمة السورية، وقال: "إن حل الأزمة السورية يكمن في الإدارة الديمقراطية، أي مشروع الإدارة الذاتية".
وأكد مسلم أن الإرادة الشعبية ودبلوماسية المجتمع هي أساس لهم، وخلال الفترة الماضية، عقدوا اجتماعات مع جميع الأحزاب من أجل توحيد صفها، وقال: "نريد الوصول إلى الوحدة الكردية ولا زالت حواراتنا قائمة، ونسعى لتوحيد رؤى جميع الأحزاب".
وأوضح صالح مسلم بالنسبة للقضية السورية: "نحن موجودون، ولكن حاولوا منذ البداية إبعادنا، منذ 2005 كانت هناك أطراف تحاول إبعادنا عن الحوار إلى أن وصلنا إلى الأزمة السورية، لا زلنا طرفاً في الحوار ونسعى للوصول إلى الحل، وأثبتنا ما نفكر به وما نطبقه، لذلك سيبقى حزبنا ريادياً، وعلى الجميع أن يعلم أننا تبنّينا تيار التغيير الديمقراطي في الشرق الأوسط، ونعاهد بالسير لتحقيق الأمة الديمقراطية".
بدورها، قالت الرئيسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي آسيا عبد الله: "نعقد مؤتمرنا في مرحلة حساسة وصعبة للغاية، فالأزمات المعقدة على المستوى العالمي والإقليمي، لها تأثير على مناطقنا".
ونوّهت آسيا عبد الله: "وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة بذلت تضحيات كبيرة، واليوم بريادة قوات سوريا الديمقراطية يتم صون وحماية المكتسبات التي تحققت".
وأوضحت آسيا عبد الله أن ما يُطرح من خرائط على الطاولات ليست للحلول، بل يتم طرح المشاريع على حساب الشعوب وإنكار لتاريخ هذه الشعوب، وقالت: "هناك مناطق سورية محتلة وفي مقدمتها عفرين وكري سبي وسري كانيه، وما تسمى المعارضة أصبحت جزءاً من هذا الاحتلال، وواجبنا تصعيد النضال ضد الاحتلال حتى تحرير أرضنا ليستطيع شعبنا العيش بحرية وكرامة، وهذا واحد من أساسيات حزبنا".
وأكدت آسيا عبد الله: "لن يكون هناك أي حل دون تحرير أرضنا، لضمان الحل السياسي في سوريا وضمان وحدة أرضها؛ يجب تحرير المناطق المحتلة، ومن أجل ذلك سنواصل النضال، في صعيد عملنا".
وتطرقت آسيا إلى ما يجري في إمرالي، وقالت: "منذ 3 سنوات والعزلة مستمرة، ومن أجل الحرية الجسدية للقائد عبد الله أوجلان وحل القضية الكردية، سنصعّد نضالنا على جميع المستويات".
وأكدت آسيا عبد الله أن وحدة الصف من ضمن استراتيجيات وسياسات حزبهم، وشددت: "من واجبنا تطوير الخط القومي ضمن خطة استراتيجية ديمقراطية وحماية مكتسبات الشعب الكردي، ودائماً مستعدون لنلعب دوراً طليعياً على أن تأتي بنتائج لحل القضية الكردية في سوريا والوصول إلى سوريا لا مركزية، تسودها الديمقراطية، فوحدة صف الحركة السياسية الكردية مهم على الصعد كافة، وسنواصل نضالنا لتحقيق ذلك".
وعاهدت آسيا عبد الله بالنضال، سياسياً ودبلوماسياً وتنظيمياً، للحفاظ على قيم الشهداء.
وبعد الانتهاء من الكلمات عُرض سنفزيون، تضمّن أعمال حزب الاتحاد الديمقراطي، ويستمر المؤتمر الـ 10 لحزب الاتحاد الديمقراطي بكلمة مجلس عوائل الشهداء لشمال وشرق سوريا يلقيها ريزان كلو، وكلمة الإدارة الذاتية الديمقراطية حسين عثمان.